أكد استشاري نفسي أن الضحك من القلب الذي يهز مشاعر الإنسان ويشعره بالدفء ويضفي على نفسه الحيوية، يحميه من الاكتئاب والصداع والتوتر وارتفاع الضغط العصبي والإجهاد والأزمات.
وقال استشاري الطب النفسي الدكتور فكرى عبد العزيز ، أن اخطر شيء يؤثر على صحة الإنسان هو توقف جهاز السعادة والضحك لديه.
وأوضح، حسب وكالة الأنباء الكويتية، أن اكتشاف مركز الضحك في النصف الأيمن للمخ أدى إلى إثبات تأثيره على الحالة الصحية للإنسان خاصة أن كمية الأدرينالين تزداد في الدم أثناء الضحك.
وأضاف أن الحل الأمثل يكمن في فهم الإنسان العميق لنفسه وما حوله واستخدام إرادته في التصدي بالعلم لكل شئ يمكن أن يعيق مسيرته في الحياة إلى جانب قوة إيمانه بالله والتقرب منه.
وبين أن هذا يشجع داخله الإدراك الواعي للواقع ويبعث في نفسه الطمأنينة ويدعم لديه الانفعالات السوية ويعوده على الصبر والتحمل وعدم المغالاة في التعامل مع الأزمات.
وأشار إلى أهمية عدم نقل مشاكل العمل للبيت وتجنب مصادر الضجيج والعمل على تنظيم الوقت والحفاظ على الهدوء النفسي قدر المستطاع مع تنظيم الوقت والامتناع عن التدخين والمنبهات والاسترخاء مع الاستماع لموسيقى هادئة وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
ونصح الدكتور عبد العزيز بان يظل الإنسان منتجا ومؤثرا ومطلوبا وان يكون لديه ما يقدمه للآخرين من أشياء نافعة وان يستمتع بكل مرحلة في حياته وان يكون سلوكه متوائما مع المرحلة العمرية التي يعيشها وان يمارس هواية يحبها ويحرص على الصداقة لأنها ركن مهم في الحياة.
وأكد أهمية أن يعيش الإنسان في توازن نفسي وحياة نفسية آمنة وان يستمتع بوقته في كل مراحل العمر وان يضحك من القلب في ظل صحبة يحبها وان يحاول اكتشاف أخطائه وعلاجها وان يتمتع بروح التسامح والطيبة ويكون صاحب القرار في حياته ويتمتع بروح المرح والدعابة التي تخفف قسوة ضغوط الحياة.
وعودة إلى أهمية الضحك وفوائده العديدة، حيث يقول الأطباء إن الضحك مرات عديدة في اليوم ينعش القلب ويبقيه بصحة جيدة ويقلل من الإصابة بتجلط الدم فقد فاق في الآونة الآخرة عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بأمراض القلب والشرايين الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي.
وينصح الأطباء بالإكثار من الضحك الذي يؤدي إلى الشعور بالحرية والراحة النفسية والانطلاق ومحاولة الضحك بصوت أعلى أي القهقهة بينك وبين نفسك عند عمل أي شيء مضحك أو إذا ارتكبت أي خطأ مضحك.
وتوصلت دراسة أميركية إلى أن الضحك أفضل دواء وأن مجرد التطلع إلى حدث إيجابي مضحك أو مشاهدة تجربة مضحكة، قد يعزز جهاز المناعة ويقلل التوتر.
وأثبتت اختبارات أجريت أنه بمجرد توقع حدث سعيد بهيج أو مضحك، قد يرفع مستويات الأندروفين والهرمونات الأخرى التي تحدث شعورا بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات المصاحبة للتوتر.
هذا وقد بدأ الأطباء مؤخرا بإدخال الضحك والابتسامات على لائحة وصفاتهم الطبية التي لا تصرف من الصيدليات بل بتنظيم روتين حياة المريض مع الابتعاد عن الضغوطات النفسية والجسدية بالقدر المستطاع بالإضافة إلى الترفيه عن النفس.
ويرى الأطباء أيضا أن المرح داخل المراكز العلاجية مفيد للأطباء والممرضين أيضا، لأنه يساعدهم على التخلص من الضغط العصبي الناتج عن طبيعة عملهم الشاق.
ويعتقد بعض الخبراء أن لإضحاك المرضى وإدخال البهجة في نفوسهم أثرا مباشرا على أجهزة المناعة الطبيعية في أجسادهم. ويؤكد بعضهم أن فائدة الضحك لا تقتصر على تحسين الحالة النفسية للمرضى، بل تتجاوزها بشحذها قدرة الجسد على مقاومة الأمراض.
وإن الكثير من الأبحاث قد أجريت لاكتشاف التأثير الإيجابي للمرح على الحالة البدنية، حيث أظهرت تلك الأبحاث أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي الإصابة بأزمة ثانية والتعرض لارتفاع ضغط الدم، ويمكنهم الاستغناء عن تعاطي كميات كبيرة من الأدوية إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة كل يوم.
وقد ثبت علميا أن الضحك يؤدي لخفض معدلات إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات التوتر العصبي، ويقوي أجهزة المناعة وقدرة الجسد على تحمل الآلام.
وأكد الأطباء النفسيون أن المرح يعد وسيلة فعالة للتخلص من الضغط العصبي، وسلاحا لمواجهة وتجاوز ما يتعرض له الإنسان من إهانة أو مواقف صعبة ومحرجة، ويساعد على تجاوز كل أنواع الألم والمعاناة.
إلا أن دراسة سابقة ذكرت أن الإغراق في الضحك يضعف فعلا ويقلل القدرة على التحكم بالنفس، كما هو شائع في اعتقاد العامة. وجاء في دراسة نشرتها مجلة لانسيت الطبية أن الضحك الشديد يضعف قوى الإنسان ويضعف قدرته على التحكم في ركبتيه.
ويقول الخبراء الذين درسوا ظاهرة الضحك المفرط لدى سماع الإنسان نكتة ما أو مواجهة موقف معين، عبر إضحاك المشاركين في التجربة ودراسة رد فعلهم العكسي، إنهم اكتشفوا أن النكات المضحكة فعلا قللت قدرة الإنسان على التحكم بعضلات جسمه، ولكن هذا لا يحدث في حال النكات التي تثير الضحك المعتدل أو الابتسامة فقط.
هذا وقد تلخصت أبحاث الدكتور وليم فراي William Fry من جامعة ستانفورد الأميركية حول الضحك بما يلي:
- الضحك والابتسام يؤديان إلى انقباض مؤقت في عضلات البطن والصدر والكتفين وإلى ارتفاع عدد دقات القلب وزيادة عمق وعدد مرات التنفس وزيادة ضغط الدم قليلا.
- بعد حدوث هذه التغييرات وتوقف الضحك يحدث داخل الجسم ما يلي:
- ارتخاء في عضلات البطن والصدر والكتفين.
- هبوط عدد دقات القلب وكذلك ضغط الدم إلى معدل أقل من العادي.
- عدد مرات التنفس تصبح أقل ولكن عملية الشهيق تصبح أعمق وقت الراحة.
- الضحك يؤدي لإفراز الدماغ لمادة الأندوروفين والذي يعطي الشعور بالنشوة والمتعة والابتهاج وحسب دراسات أجراها البروفيسور راموند مودي فإن الأندوروفين يعمل أيضا كمسكن للآلام إضافة إلى دوره في تحسين المزاج.
والجدير ذكره حول الضحك هو ما جاء في دراسة أجريت في جامعة ميتشجان الأميركية أن الأشخاص الذين يتعرضون للإجهاد النفسي والتوتر المستمر والصدمات العاطفية أكثر تعرضا للإصابة بأمراض القلب، وذلك لأن الجسم عندما يتعرض لهذه الظروف يقوم بإفراز بعض الهورمونات التي تضعف مناعته مثل هورمون الأدرينالين الذي يؤدي إلى سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وانقباض الأوعية الدموية وكلها مضاعفات تزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب.
كذلك فإن كثرة التعرض للضغوط النفسية والتوتر يؤثر على الجسم عموما ويظهر ذلك في صورة تفاعلات كيماوية تؤثر في النهاية على شرايين القلب.
كما أثبتت الدراسة أن الإصابة بأمراض القلب زادت نسبتها لدى المرأة بعد أن كان هورمون الإستروجين يحميها حتى سن انقطاع الدورة وذلك نتيجة تحملها لأعباء كثيرة سواء خارج المنزل أو داخله وتعرضها لظروف العمل القاسية بالإضافة إلى الظروف العاطفية والزوجية خاصة عندما يكون الزوج غير متعاون معها.
وقد خرجت هذه الدراسة بأهمية الابتعاد عن الإجهاد النفسي والتوتر بقدر الإمكان وضرورة الضحك لما له من تأثير على تنشيط الأوعية الدموية وتنظيم ضربات القلب وتخفيض ضغط الدم كذلك يساعد الضحك على زيادة سعة الرئتين وينشط الجهاز التنفسي وينشط عضلات الكتفين والعنق والذراعين خاصة عندما تكون الضحكة عميقة ويهتز لها الجسم