قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة كبيرة مؤخراً أشرف عليها د. رونالد كيسلر الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد بأمريكا، وعاونه فيها فريق يتكون من 100 خبير نفسي.
وأظهرت الدراسة أن الأمراض النفسية والعصبية بداية من الاكتئاب إلى نوبات الغضب والتشنج أصبحت منتشرة فى كافة أنحاء العالم بصورة تبعث على القلق، وأن معظم هذه الأمراض وصل إلى حالة سيئة يصعب علاجها.
ونسب انتشار الأمراض النفسية متفاوتة ومختلفة من دولة إلى أخرى ففى الصين مثلاً نجد أن 4,3% من السكان مصابون بأمراض نفسية بينما تصل النسبة فى الولايات المتحدة إلى 26% من إجمالى السكان، والغريب أن معظم من شملتهم الدراسة لم يخجلوا من الحديث عن تاريخهم المرضى وكانوا صريحين فى حوارهم وحديثهم عن طبيعة مرضهم.
وجاءت بعض نتائج الدراسة غير منطقية من وجهة نظر د. رونالد حيث تبين أن 5% من اليابانيين، و4% من الصينيين، و18% من الأمريكيين يعانون من نوبات القلق المتكررة والنسبة هنا منخفضة جداً فى اليابان والصين مع أن اليابان سجلت أعلى معدل لبيع الأدوية المهدئة المضادة للقلق، والصين بها أعلى معدل للانتحار فى العالم، ولكنه علل تلك النسب التي أظهرتها الدراسة إلى الصراحة الشديدة التى يتمتع بها الأمريكيين في مثل هذه الأمور.
وأظهرت الدراسة أن حوالى 20% فقط من المرضى النفسيين فى الكثير من دول العالم يتلقون العلاج اللازم والكثير لا يتلقون علاجاً على الإطلاق رغم معاناتهم من أمراض نفسية حادة، ومعظم الذين يتلقون العلاج لا يعانون إلا من بعض المشاكل النفسية الصغيرة.
وقد أجريت هذه الدراسة بمعاونة 100 خبير نفسى يعاونهم ثلاثة آلاف آخرين قاموا بإجراء مقابلات مع 60 ألف شخص فى حوالي 14 دولة على مستوى العالم